هل لاحظت يومًا ظهور كتلة صغيرة في الرقبة؟ 🤔 قد تكون من أنواع أكياس الغدة الدرقية، وهي مشكلة شائعة وأكثرها حميدة، لكن بعضها يستدعي انتباهًا دقيقًا. في هذا المقال نوضح لك الأنواع، الأسباب، وطرق العلاج.

ما هي أكياس الغدة الدرقية؟
أكياس الغدة الدرقية (Thyroid Cysts) هي تجاويف صغيرة داخل الغدة تحتوي على سائل، أو في بعض الأحيان مزيج من سائل وخلايا. وتُعد من العُقيدات الدرقية، والتي تختلف من حيث الحجم، المحتوى، والنشاط الهرموني.
هذه الأكياس قد تكون:
- مملوءة بالسوائل فقط (كيس بسيط)
- أو تحتوي على خلايا وصلبة (عقيدة صلبة أو مختلطة)
تتكون عادة نتيجة تحلل العقيدات الغروانية أو بسبب وجود نزيف داخل العقيدة. وبعض الأكياس تظهر بشكل طبيعي ولا تسبب أعراضًا، لكن أخرى قد تدل على وجود مرض درقي أو حتى ورم سرطاني نادرًا.
أنواع أكياس الغدة الدرقية
تنقسم أكياس الغدة الدرقية إلى عدة أنواع حسب التركيب والمحتوى، ونستعرض فيما يلي الأنواع الأكثر شيوعًا:
1. الأكياس البسيطة (Simple Cysts)
هي عبارة عن تجاويف صغيرة مملوءة بسائل صافٍ، وغالبًا ما تكون حميدة وغير سرطانية. تحدث نتيجة تحلل عقيدة غروانية أو نتيجة لتغيرات طبيعية داخل أنسجة الغدة.
✅ لا تحتاج للعلاج في كثير من الحالات، فقط متابعة دورية.
2. الأكياس المختلطة (Complex Cysts)
تحتوي على سوائل وأنسجة صلبة، وتُعد أكثر تعقيدًا. قد تشير إلى وجود أورام حميدة أو في حالات نادرة إلى سرطان الغدة الدرقية.
⚠️ تحتاج إلى تقييم دقيق عن طريق الأشعة التداخلية أو الفحص الإشعاعي.
3. العقيدات الكيسية (Cystic Nodules)
وهي عبارة عن عُقيدات درقية تتحول جزئيًا أو كليًا إلى أكياس. يُمكن أن تكون نشطة وتُنتج هرمونات، أو خاملة تمامًا.
📌 هذه العقيدات تُقسم إلى حميدة وخبيثة، ويُحدّد النوع حسب خزعة FNA أو التصوير.
أسباب تكوّن أكياس الغدة الدرقية
تتكون الأكياس في الغدة الدرقية نتيجة لعدة عوامل:
- الإصابة بـ داء الغرواني
- التهاب الغدة الدرقية المزمن
- نقص أو فرط اليود في الجسم
- خلل في إنتاج الهرمونات الدرقية
- نزيف داخلي في إحدى العُقيدات
- نمو غير طبيعي للخلايا داخل الغدة
- اضطرابات في الغدة النخامية أو جارات الدرق
هل جميع أكياس الغدة الدرقية حميدة؟
غالبًا نعم. تشير الإحصائيات إلى أن معظم العُقيدات الدرقية الحميدة لا تشكل خطرًا ولا تتطور إلى سرطان. لكن يجب التنبه لوجود أعراض وجود كيس في الغدة الدرقية:
- صعوبة في البلع
- نمو سريع للعقيدة
- تأثر التمثيل الغذائي
- الشعور بألم في الرقبة أو الحلق
- ظهور عقد متعددة بشكل مفاجئ
في هذه الحالات، يُفضل زيارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة.
متى يكون كيس الغدة الدرقية خطير؟
عادةً ما تكون أكياس الغدة الدرقية حميدة وغير خطيرة، لكن بعض الحالات تستدعي انتباهًا خاصًا، خاصةً إذا كان الكيس:
- يزيد حجمه بسرعة
- يتجاوز قطره 5 سم
- يؤثر على البلع أو التنفس
- يُسبب تغيرات في إنتاج الهرمونات
- يحتوي على خلايا غير طبيعية بالفحص
⚠️ في هذه الحالات، يُحتمل أن تكون العقيدة نشطة أو تشير إلى وجود ورم خبيث، خصوصًا إذا كانت العقدة صلبة أو غير منتظمة الحواف.
كيف يتم تشخيص أكياس الغدة الدرقية؟
التشخيص يعتمد على الفحص السريري والأشعة التداخلية، وتشمل الأدوات:
- الجس اليدوي للكشف عن وجود عقد محسوسة.
- اختبارات الدم لقياس مستويات هرمونات الغدة.
- خزعة إبرة دقيقة (FNA) لتحليل الخلايا داخل الكيس.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) لتحديد شكل ومحتوى الكيس.
الفرق بين الكيس والعقيدة في الغدة الدرقية
العنصر | الكيس | العقيدة |
---|---|---|
المحتوى | غالبًا سائل | صلب أو مختلط |
الخطورة | حميد في معظم الحالات | بعضها قد يكون سرطانيًا |
التشخيص | سهل عبر الأشعة | يتطلب خزعة وتحاليل |
العلاج | غالبًا لا يتطلب تدخلًا | حسب الحجم والنشاط الهرموني |
هل يمكن أن يتحول الكيس إلى سرطان؟
الكيس البسيط نادرًا ما يتحول إلى سرطان، لكن بعض الأكياس المختلطة أو العقيدات الصلبة قد تكون سرطانية من البداية. ويُعد السرطان الحليمي والجريبي من أكثر أنواع سرطان الغدة الدرقية شيوعًا.
هل تختلف الأكياس حسب الجنس أو العمر؟
نعم، إذ تشير الدراسات إلى أن:
- بعض الحالات تظهر في المراهقة أو حتى الطفولة.
- النساء أكثر عرضة للإصابة بأكياس الغدة، خصوصًا بعد سن الثلاثين.
- التغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو انقطاع الدورة قد تساهم في تكوّن العقيدات.
متى تحتاج أكياس الغدة الدرقية إلى علاج؟
في حالات كثيرة، لا تحتاج الأكياس لأي تدخل، فقط متابعة دورية. لكن يُفضل العلاج في الحالات التالية:
- نشاط الكيس في إنتاج الهرمونات
- زيادة حجم الكيس إلى أكثر من 3 سم
- الضغط على القصبة الهوائية أو الحلق
- إذا أثبتت الخزعة وجود خلايا غير طبيعية
- وجود أعراض مثل بحة الصوت أو ضيق التنفس
حجم كيس الغدة الدرقية: متى يستدعي القلق؟
حجم الكيس له دور أساسي في تحديد نوع العلاج. على سبيل المثال:
القطر (سم) | الوصف | العلاج |
---|---|---|
أقل من 1 سم | كيس صغير، غالبًا غير محسوس | متابعة دورية فقط |
1-3 سم | متوسط الحجم، يظهر بالفحص | فحص بالأشعة أو خزعة إذا لزم الأمر |
3-5 سم | كيس كبير، قد يسبب أعراض | غالبًا يحتاج إلى شفط أو استئصال |
أكثر من 5 سم | كيس ضاغط أو مشكوك في طبيعته | تقييم دقيق، تدخل إشعاعي أو جراحي |
ما هي طرق العلاج المتاحة؟
يختلف العلاج حسب النوع والحالة، ويشمل:
- المتابعة والمراقبة: يتم الفحص كل 6-12 شهرًا لمراقبة الحجم والنشاط الهرموني.
- العلاج الإشعاعي أو اليود المشع: يُستخدم في حالات فرط نشاط الغدة أو عند وجود خلايا مشبوهة.
- شفط السائل بواسطة FNA: إجراء بسيط وغير مؤلم يتم فيه سحب السائل من الكيس باستخدام إبرة دقيقة تحت توجيه الأشعة.
- الجراحة أو التردد الحراري: يلجأ إليها الطبيب في حال وجود ورم سرطاني أو تضخم واضح يؤثر على حياة المريض.
نصائح عامة للحفاظ على صحة الغدة الدرقية
- راقب أي تغيرات في العنق أو الحلق
- لا تتجاهل أعراض فرط أو قصور الغدة
- احرص على تناول كمية معتدلة من اليود
- قم بفحص الغدة بانتظام إذا كان لديك تاريخ عائلي
- استشر طبيب متخصص في حال ظهور كتل أو تضخم
وأخيرا، أكياس الغدة الدرقية قد تكون مزعجة أو مقلقة، لكنها غالبًا حميدة ولا تتطلب تدخلًا جراحيًا. ومع ذلك، فإن المتابعة الدقيقة مع طبيب متخصص مثل د. سمير عبد الغفار تضمن الكشف المبكر والعلاج المناسب عند الحاجة.
إذا شعرت بأي تغير في الرقبة أو نشاط الغدة، لا تتردد في الحجز الآن واستشارة خبير الأشعة التداخلية.