هل تشعر بتعب غير مبرر؟ هل لاحظت تغيراً في وزنك أو مزاجك؟ قد تكون الغدة الدرقية هي السبب. التهاب الغدة الدرقية حالة شائعة تؤثر على هذه الغدة المهمة، وفهمها هو الخطوة الأولى نحو الصحة والعافية. 🤔

التهاب الغدة الدرقية: دليل شامل لفهم هذه الحالة الشائعة
تُعد الغدة الدرقية، تلك الغدة الصغيرة التي تأخذ شكل الفراشة وتقع في الجزء الأمامي من الرقبة، أسفل تفاحة آدم مباشرة، عضواً حيوياً لا غنى عنه في الجسم. وظيفتها الأساسية هي إنتاج وإفراز هرمونات مهمة تُعرف بهرمونات الغدة الدرقية (مثل الثيروكسين T4 وثلاثي يودوثيرونين T3) التي تنظم العديد من وظائف الجسم الحيوية، وخاصة نشاط عمليات الأيض (التمثيل الغذائي) وإنتاج الطاقة. لكن ماذا يحدث عندما تتعرض هذه الغدة للالتهاب؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل.
ما هو التهاب الغدة الدرقية؟
التهاب الغدة الدرقية ( thyroiditis ) هو اضطراب يصيب خلايا الغدة الدرقية في الجزء الأمامي من العنق ويؤدي إلى خلل متدرّج في إفراز الهرمونات. قد يكون قصير الأمد أو مزمنًا، ويظهر في أشكال عدة:
- التهاب قيحي حاد تسببه بكتيريا ويُعد نادر الحدوث.
- التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد المرتبط عادةً بـ عدوى فيروسية سابقة.
- التهاب ما بعد الولادة الذي يصيب بعض النساء خلال السنة الأولى بعد الإنجاب.
- التهاب هاشيموتو (الأكثر شيوعًا) نتيجة هجوم الجهاز المناعي على النسيج الدرقي.
يُعد «السبب الأكثر شيوعًا» لقصور الغدة هو النوع الهاشيموتي، بينما يؤدي الالتهاب تحت الحاد أحيانًا إلى فرط مؤقّت في الإفراز قبل أن يهبط الإنتاج بشدة، مُحدثًا انخفاض نشاط الغدة الدرقية.
أبرز أعراض التهاب الغدة الدرقية ووقت ظهورها
تتنوع العلامات تبعًا لدرجة الالتهاب ونوعه، لكن القائمة التالية تجمع أكثرها تكرارًا:
- تورم أو تضخم موضعي قد يسبب صعوبة البلع وبحة الصوت.
- اضطرابات النوم، القلق، أو التوتر نتيجة تغيّر مستويات الهرمونات.
- شعور بألم يمتد إلى الحلق أو عظم الترقوة مع تورم الغدد اللمفاوية.
- تقلب الوزن بين زيادة سريعة (عند القصور) أو نقص لافت (عند الفرط).
- تباين في حرارة الجسم: تعرّق وارتفاع نبض القلب أو إحساس دائم بالبرودة والتعب.
إذا لاحظت مزيجًا من هذه المؤشرات، فإن أعراض التهاب الغدة الدرقية قد بدأت، والزيارة المبكرة للطبيب تقلّل احتمالات التلف الدائم.
لماذا يحدث التهاب الغدة الدرقية؟ العوامل المناعية والفيروسية
الطب الحديث يُرجع معظم الحالات إلى خلل الجهاز المناعي؛ إذ تنتج أجسام مضادة (مثل Anti-TPO) تهاجم نسيج الغدة. لكن هناك محركات أخرى:
- الوراثة: وجود تاريخ عائلي يرفع القابلية.
- بعض الأدوية أو علاج السرطان بالإنترفيرون.
- البيئة: نقص أو زيادة اليود في الغذاء، التعرض للسموم أو الإشعاعات.
- العدوى الفيروسية: تبدأ بألم حلق ثم تنتقل إلى الدرق مسببة التهابًا تحت حاد.
هذه العوامل، منفردة أو مجتمعة، تُضعف الخلايا الدرقية وتُحدث خلل الغدة الدرقية في إفراز هرمون الثيروكسين، وهو ما يؤثر لاحقًا في نبض القلب وضغط الدم ومستويات الدهون والكوليسترول.
تشخيص التهاب الغدة الدرقية: من فحص الدم إلى الأشعة التداخلية
التشخيص يشمل:
- تحاليل الدم لقياس TSH، FT4، والأجسام المضادة.
- تصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم تضخم أو وجود تورم.
- المسح النووي لنشاط النسيج، خاصة عند الاشتباه في فرط الإفراز.
- دوبلر ملون لرصد تدفق الدم داخل الغدة واستبعاد كتلة مشبوهة.
- في حالات محددة، تدعم الأشعة التداخلية الحصول على عينات دقيقة دون جراحة للكشف عن الالتهابات أو الأورام الصغيرة، مما يوجّه العلاج ويُجنب المريض مضاعفات الخزعة التقليدية.
أحدث طرق علاج التهاب الغدة الدرقية ودور الأشعة التداخلية
يُصمم مخطط العلاج وفق نوع الالتهاب ومرحلة الهرمونات:
- العلاج الدوائي
- بدائل هرمونية لتعويض قصور الإفراز.
- حاصرات بيتا عند فرط النشاط لتخفيف خفقان القلب.
- معالجة السبب المناعي
- كورتيكوستيرويدات قصيرة الأمد لتقليل التورم الحاد.
- مكملات عناصر غذائية مثل السيلينيوم وفيتامين D لتعزيز المناعة.
- التدخل الإشعاعي المُوجّه
- في حالات التضخم أو العقد المؤلمة، يستخدم د. سمير تقنية التردد الحراري أو الليزر بدقة ميليمترية لتقليص النسيج الملتهب بدون شق جراحي، مع مراقبة حرارية فورية تقلل خطر إصابة الأعصاب.
- المتابعة طويلة الأمد
- فحوص دورية لضبط الجرعة ومنع تذبذب الهرمونات.
- إرشادات غذائية لتوازن اليود وضبط الوزن.
💡 نصيحة: استشارة مبكرة تعني خطة علاجية أبسط ونسبة شفاء أعلى؛ فلا تتردد في طلب تقييم متخصص عند أي إشارة غير طبيعية.
الأسئلة الشائعة
1) ماذا يحدث إذا التهبت الغدة الدرقية؟
عندما يهاجم الالتهاب خلايا الغُدَّة يحدث تضخم أو تورم في الجزء الأمامي من الرقبة، ويختلّ إفراز هرمون الثيروكسين. النتيجة اضطراب في عمليات الأيض — زيادة أو انخفاض الوزن، تغيّر حرارة الجسم، خفقان القلب، بحة الصوت وصعوبة البلع. بعض الأنواع تُصيب الأنسجة بسرعة وتؤدي إلى ألمٍ شديد في الحلق والترقوة، بينما أخرى مزمنة (مثل داء هاشيموتو) تتطور ببطء وتُضعف وظائف gland thyroid.
2) هل يمكن الشفاء من التهاب الغدة الدرقية؟
يعتمد الأمر على نوع الالتهاب:
- الالتهاب القيحي البكتيري يُشفى تمامًا بالمضادات الحيوية إذا عُولج مبكرًا.
- Thyroiditis تحت الحاد الناجم عن عدوى فيروسية غالبًا يختفي خلال أشهر مع الرعاية الدوائية.
- التهاب الهاشيموتي ذاتي المناعة لا يُشفى كليًا، لكن التحكم في مستويات الهرمون بالأدوية يُعيد الجسم إلى مستوى “عادي” يقلل الأعراض.
باختصار: الشفاء التام ممكن في الأنواع الحادة، والتحكم طويل الأمد متاح في الأنواع المزمنة.
3) كيف نعالج التهاب الغدة الدرقية؟
- مراقبة مستمرة لضبط الجرعات ومنع مزيدٍ من التلف.
- التشخيص أولًا: تحاليل TSH و T4 و الأجسام المضادة (Anti-TPO) + موجات فوق صوتية.
- دوائيًا: بدائل هرمونية عند القصور، ومحصرات بيتا أو أدوية مضادة للالتهاب (كورتيزون قصير الأمد) عند الفرط.
- مضادات حيوية في الحالات البكتيرية.
- تدخلات موجهة بالصور (Radiofrequency أو Laser) لتقليص التضخم في حالات محددة — يقدمها الطبيب المتخصص في الأشعة التداخلية.
4) كيف أعرف أني مصاب بالتهاب الغدة الدرقية؟
- أعراض شائعة: ألم موضعي، تورم، شعور بالتعب، تعرق أو برودة غير مبررة، اضطراب النوم، التوتر، تغير الوزن السريع.
- علامات فحص: نبض مرتفع أو بطيء، تضخم ملموس، ارتفاع النبض أو انخفاضه.
- تحاليل الدم تكشف عن اختلال الهرمونات أو وجود أضداد مضادة للغدة.
- طلب الطبيب اختبارات إضافية (موجات فوق صوتية أو مسح نووي) يؤكد التشخيص ويحدد مسار العلاج.
إذا بدأت تلاحظ هذه المؤشرات، استشر طبيبك فورًا لإجراء مزيدٍ من الفحوص وضبط الخطة العلاجية.
إذا كنت تشك في أنك تعاني من أعراض قد تكون مرتبطة بالتهاب الغدة الدرقية، فمن المهم جداً مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب. صحتك تستحق الاهتمام. 😊