هل تبحث عن علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية بدون جراحة مؤلمة؟ سواء كانت الأعراض خفيفة أو حادة، إليك دليل شامل يوضح أسباب فرط النشاط وأحدث طرق العلاج الفعّالة مثل الأدوية، اليود المشع، والتردد الحراري.

ما هو زيادة نشاط الغدة الدرقية؟
زيادة وفرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) هو حالة تصيب الغدة الدرقية – وهي جزء صغير من الغدد الصماء – وتؤدي إلى إفراز كمية كبيرة من الهرمونات بشكل غير طبيعي. هذه الهرمونات تتحكم في وظيفة الجسم وتنظيم الوزن، النوم، ضربات القلب، وحتى الشعور بالطاقة.
عندما تزيد نشاط الغدة، يبدأ الجسم يعمل بسرعة أكبر من الطبيعي، وهذا يسبب أعراض واضحة مثل:
- التعرق الشديد
- زيادة ضربات القلب
- الأرق واضطرابات النوم
بالمختصر، فرط النشاط يعني أن الغدة الدرقية تُفرز أكثر من اللازم، وهذا يسبب خلل في وظائف الجسم المختلفة. لكن لا تقلق، فـ علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية له خيارات متعددة وآمنة، تشمل الأدوية المضادة للدرقية، العلاج باليود المشع، وحتى الجراحة أو التردد الحراري في بعض الحالات.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية
عندما تُفرِز الغُدَّة الدرقية كمية عالية من الهرمونات تتسارع وتيرة عمل الجسم كله، فتظهر مجموعة من العلامات يمكن للطبيب اكتشافها مبكّرًا:
العَرَض | لماذا يحدث؟ | ما الذي قد يلاحظه المريض؟ |
---|---|---|
خفقان وسرعة ضربات القلب | زيادة تأثير هرمون T3 على عضلة القلب | إحساس بضربات قوية أو غير منتظمة، أحيانًا مع ارتفاع ضغط الدم |
فقدان الوزن رغم الشهية المفتوحة | ارتفاع معدل إنتاج الطاقة | انخفاض ملحوظ في الوزن حتى مع تناول وجبات أكبر من المعتاد |
رعشة اليدين (Tremor) | تنبيه مفرط للجهاز العصبي | اهتزاز خفيف ومستمر بالأصابع، يتزايد تحت الضغط أو أثناء الإمساك بالأشياء |
تعرّق مفرط وعدم تحمّل الحرارة | زيادة التمثيل الغذائي وارتفاع تدفق الدم للجلد | شعور دائم بالحرارة، تعرّق ليلي، بشرة دافئة ورطبة |
الأرق واضطراب النوم | ارتفاع مستويات الأدرينالين وهرمونات الدرقية | صعوبة في الخلود للنوم، نوم متقطع، أحلام مزعجة |
قلق وعصبية وتقلبات مزاجية | تحفيز زائد للجهاز العصبي المركزي | توتّر سريع، حساسية زائدة، أحيانًا نوبات هلع 😰 |
تضخم الغدة (Goitre) وانتفاخ الرقبة | تكاثر خلايا الغُدَّة استجابة لفرط الإفراز | انتفاخ أمامي بالرقبة، قد يضغط على القصبة الهوائية مسببًا بحة أو صعوبة بلع |
جحوظ العينين أو ازدواج الرؤية | التهاب الأنسجة خلف المقلة في مرض غريفز | بروز العين، جفاف، دموع أو رؤية ضبابية |
اضطرابات الدورة الشهرية وضعف الخصوبة | تأثير مباشر على الهرمونات التناسلية | دورات غير منتظمة أو غزيرة، صعوبة في الحمل |
ضعف العضلات وإرهاق سريع | تكسير البروتين العضلي لتلبية النشاط العالي | صعوبة صعود السلالم، تعب عند رفع أشياء خفيفة |
تساقط الشعر ورقّة الجلد | تغيّر دورة نمو الشعر وحدوث جفاف جلدي | شعر هش ومتقصف، ترقّق البشرة وظهور حكة |
تشخيص زيادة نشاط الغدة
يتم التشخيص عن طريق:
- تحليل TSH وT4 الحر.
- قياس الأجسام المضادة (TRAb) لتأكيد غريفز.
- اليود المشع التشخيصي لتقييم امتصاص اليود.
- فحص الأمواج فوق الصوتية ورنين الالتقاط للتأكد من عدم وجود خلايا عقيدية كبيرة.
خيارات علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية التقليدية
يختار الطبيب خطة العلاج حسب سبب فرط النشاط، شِدّة الأعراض، عُمر المريض، والحالات الخاصة مثل الحمل. فيما يلي أشهر الخيارات المُثبتة علميًا:
الخيار العلاجي | آلية العمل | المدة المعتادة | الفوائد | الآثار الجانبية المحتملة |
---|---|---|---|---|
الأدوية المُضادة للغدة الدرقيةميثيمازول (methimazole) وبروبيل ثيوراسيل (propylthiouracil – PTU) | تُثبط إنزيم TPO المسؤول عن إنتاج هرمونات T3/T4 مما يُقلل إفراز الغدة | عادةً 12-18 شهرًا، جرعة مرة يوميًا مع متابعة تحليل TSH | تقلل الأعراض سريعًا، خيار أول في مرض غريفز والحمل الثلاثي الأول (PTU) | طفح جلدي، التهاب كبدي، نقص كريات الدم البيضاء—لهذا تُجرى تحاليل دم دورية |
حاصرات بيتا مثل propranolol | تُبطئ ضربات القلب وتُقلل رجفة اليد وقلق الجسم | يُؤخذ الدواء حتى يستقر الهرمون أو قبل إجراءات أخرى | تخفيف فوري لسرعة القلب والتعرّق | انخفاض ضغط الدم، إرهاق، يجب الحذر في حالات الربو |
العلاج باليود المُشع (RAI-131) | تُعطى كبسولة واحدة من يود مُشع يمتصه الدرقية ليُدمّر خلايا الغدة تدريجيًا | تأثيره يظهر خلال 3-6 أشهر؛ أحيانًا تتطلب الحالة جرعة إضافية | يُعالج %80+ من الحالات بجرعة واحدة، غير جراحي، يُستخدم منذ 1940 | قد يؤدي إلى قصور دائم يستلزم تناول هرمون بديل، يُمنع أثناء الحمل والرضاعة |
الجراحة (استئصال درقي كلي أو شبه كلي) | إزالة جزء أو كامل الغدة عبر إجراء جراحي تحت تخدير عام | حلّ نهائي لفرط النشاط أو العقيدات كبيرة الحجم | نتيجة فورية، مناسب عند وجود ورم أو عدم تحمّل الأدوية | مخاطرة إصابة العصب الحنجري، انخفاض كالسيوم بسبب ضرر الغدد الجار-درقية، يحتاج لتعويض هرموني مدى الحياة |
التردد الحراري (RFA) – حل متقدّم مع د. سمير عبد الغفار
يُعدّ التردد الحراري (Radio-frequency Ablation) خيارًا مُبتكرًا يدمج الدقّة مع الحدّ الأدنى من التدخل الجراحي. في هذا الإجراء يُدخل الطبيب إبرة صغيرة عبر الجلد تحت توجيه الأشعة الصوتية، ثم تُطلِق موجات راديوية تولّد حرارة موضعية تُدمّر الخلايا المُسبّبة لفرط الإفراز داخل الغدة.
كيف يعمل RFA؟
- يتضمن تمرير طاقة حرارية (60-90 °C) بضع دقائق، فتموت الخلايا المُستهدَفة ويقلّ إنتاج الهرمون تدريجيًا.
- يدعم الجسم نفسه عمليات التنظيف؛ فيُعاد امتصاص الجزء المعالج وتَنكمش العقدة بنسبة قد تتجاوز 60 % خلال 3-6 أشهر.
- لأن العمل «موضعي»، تبقى بقية الغُدَّة سليمة، ما يُقلّل خطر قصور لاحق مقارنة باليود المُشع أو استئصال كامل.
مَن المُرشَّح للعلاج؟
- مرضى العقيدة السامّة المستقلة (AFTN) أو تضخّم عقدي يؤدّي إلى زيادة الهرمونات.
- حالات فرط النشاط الخفيفة أو المتوسّطة التي لا ترغب في الأدوية طويلة الأمد أو الجراحة.
- مرضى لا يناسبهم اليود المُشع (مثل النساء في سنّ الإنجاب) أو لديهم حالات قلبية تجعل الجراحة عالية المخاطر.
معدلات النجاح والنتائج
دراسات حديثة أظهرت أن 90 % من المرضى تخلّصوا من أعراض فَرْط النشاط بعد جلسة واحدة، مع انخفاض مستويات T3-T4 إلى الحدود الطبيعية خلال نصف عام تقريبًا.
أما في العقيدات الأكبر حجمًا (> 20 مل)، فقد يحتاج المريض إلى جلسة ثانية لتحقيق خفض حجمٍ كافٍ.
المزايا على الطرق التقليدية
الميزة | ماذا تعني للمريض؟ |
---|---|
بدون شق جراحي | لا ندبة بالعنق، راحة تجميلية أفضل |
يتم تحت تخدير موضعي | عودة سريعة إلى العمل خلال 24-48 ساعة |
إبقاء الجزء السليم من الغدة | قدرة طبيعية على إفراز الهرمونات لاحقًا |
مضاعفات محدودة | معدّل مضاعفات كبرى < 4 % فقط |
هل هناك آثار جانبية؟
قد يشعر بعض المرضى بألم خفيف أو تورّم بسيط يزول في أيام. ترتبط معظم المضاعفات بتهيج عصب الصوت أو حرق موضعي للجلد، لكن احتمالها ضئيل عند القيام به على يد فريق لديه خبرة واسعة في الأشعة التداخلية.
قسطرة الغدة الدرقية (embolization) لعلاج التضخم الكبير جدًا
عندما يصل تضخّم الغدة الدرقية إلى حجم كبير جدًا—بحيث يضغط على القصبة الهوائية أو يمتدّ داخل الصدر—تتضاءل فاعلية الأدوية أو حتى العلاج باليود المُشع. هنا يُقدِّم د. سمير عبد الغفار خيارًا دقيقًا يُسمّى القسطرة الشريانية للغدة الدرقية (Thyroid Artery Embolization).
أولًا: ما فكرة القسطرة؟
- عبر فتحة صغيرة في الفخذ أو الرسغ يُدخل الطبيب قسطرة رفيعة تُوجَّه بالأشعة حتى تصل إلى الشرايين المغذِّية للغدة.
- تُحقَن جزيئات دقيقة أو «حاصرات» خاصة تُوقف إفراز الدم عن الجزء المتضخّم؛ بذلك تذبل الخلايا الزائدة ببطء ويقلّ حجم الغدة خلال أسابيع.
الإجراء
الحالة | لماذا تُفضَّل القسطرة؟ |
---|---|
تضخّم عقدي ضخم لا يناسبه الجراحة المفتوحة | يقلّل المخاطر التنفسية ونزف الرقبة |
مرضى لديهم مضاعفات قلبية أو رئوية | القسطرة تحت تخدير موضعي، فتجنّبهم مضاعفات التخدير الكُلّي |
من يعانون فرط نشاط بسبب عقيدات متعددة | غلق التروية الدموية يُبطئ إنتاج الهرمون دون استئصال كامل |
خطوات الإجراء باختصار
- تحضير المريض: تحليل وظائف الغدة، صورة مقطعية لقياس كمية التضخّم، وصيام 6 ساعات.
- إدخال القسطرة في الشريان الفخذي بقطر صغير < 2 مم.
- حقن مادة مُشعَّة ملونة للتأكُّد من مكان تدفّق الدم.
- إطلاق حبيبات (مادّة بوليمر أو رغوة خاصة) تتجمّع لتسدّ الشريان المُغذي.
- إغلاق الفتحة بلا غُرز؛ يستطيع المريض المشي بعد 3 ساعات فقط.
الفوائد التي سجّلتها الأبحاث
- انكماش الحجم بنسبة 50-70 % خلال 3-6 أشهر، مع تحسّن واضح في صعوبة البلع والتنفس.
- انخفاض مستويات T3-T4 تدريجيًا حتى العودة إلى المعدّل الطبيعي في معظم الحالات.
- معدَّل مضاعفات كبرى أقل من 5 %، وتشمل ألمًا خفيفًا أو تورّم موضعي يزول خلال أيام.
مقارنة سريعة مع طرق علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية التقليدية
العنصر | القسطرة (TAE) | الاستئصال الجراحي | اليود المُشع (RAI) |
---|---|---|---|
التخدير | موضعي | عام | لا يحتاج |
ندبة | لا تُذكر | ظاهرة على الرقبة | لا |
العودة للعمل | 1-2 يوم | 10-14 يوم | 3-5 يوم |
حفظ وظيفة الغدة | غالبًا نعم | غالبًا لا | قد يتحوّل إلى قصور |
ملاءمة للحمل | ممكن بعد 3 أشهر | يتطلّب شفاء كامل | يُمنع لستة أشهر |
الآثار الجانبية المحتملة: ماذا تتوقع؟
- الشعور بوخز خفيف في الرقبة أو ارتفاع طفيف في الحرارة خلال 24 ساعة.
- ندرة حدوث شلل صوتي دائم (< 1 %) لأن الإجراء يستهدف شرايين الغدة لا الأعصاب.
- في حالات تُعاني أمراض الكُلى، يُقلَّل صبغة الأشعة أو تُستبدل بمحلول ملحي.
الأسئلة الشائعة
1- ماذا تأكل إذا كنت مصابًا بنشاط الغدة الدرقية؟
اتّبع نظام غذائي متوازن يُقلّل يود البحر والملح المُعزَّز (هدفك «منع ارتفاع» الإمداد)، ويُركّز على خضراوات صغيرة الورق، بروتينات طبيعية (بيض، بقول)، وفيتامين D و كالسيوم عبر الحليب منزوع الدسم. تناول الماء أكثر من ٢ لتر يوميًا، واستخدم مكملات سيلينيوم أو القسط الهندي فقط «حسب رأي أطباء الصماء». هذا يساعد المريض على استقرار الوزن وتحسين النوم وتقليل شِدّة الأعراض.
2- ما أفضل علاج للغدة الدرقية النشطة؟
الخيار رقم ١ عالميًا هو دواء ميثيمازول (methimazole)؛ تثبط الجرعة (۵-١٠ مـغ مرة واحدة) إنزيم TPO فتقلّ خلايا الغُدَّة عن إفراز الهرمون. يُعطى propylthiouracil (PTU) أحيانًا في الحمل الثلاثي الأول أو عند عدم تحمّل ميثيمازول. توجد خيارات أخرى: كبسولة واحدة من RAI-131 (إعطاء يود مُشع) أو جراحة لاستئصال جزء أو الغدة بالكامل إذا لزم. يُضاف دواء «حاصرات بيتا» لإبطاء ضربات القلب، ويُستخدم therapy إشعاعي أو الجراحي حسب الحالة.
3- هل يمكن الشفاء من نشاط الغدة الدرقية بدون علاج؟
في الأحيان النادرة يحدث خمول تلقائي خصوصًا في مرض Graves، لكن–كما وجد الباحثون–تظل قدرة الغدة على العودة إلى فَرْط النشاط عالية؛ لذا «الشفاء بالكامل بدون أدوية» غير مضمون، ويُوصَى بالأدوية أو RAI لمنع مضاعفات بالهرمونات على القلب والدم.
🔍 نصيحة ختامية: إن كان التضخم يُسبب ضغطًا على القصبة أو انحرافًا في الرقبة، لا تنتظر حتى تتضاعف الأعراض. استشارة استشاري أشعة تداخلية مبكرًا توسّع أمامك الخيارات وتُجنبك مضاعفات الجراحة التقليدية.