كيف أعرف أني مصاب بفرط نشاط الغدة الدرقية؟

    كيف أعرف أني مصاب بفرط نشاط الغدة الدرقية
    • 0:4 دقيقة
    • 30 أبريل 2025

    هل لاحظت تغيّرات مفاجئة في وزنك أو ضربات قلبك؟ أو تعاني من شعور دائم بالتوتر والتعرق رغم الطقس البارد؟ قد تكون هذه إشارات مبكرة على فرط نشاط الغدة الدرقية. في هذا المقال، نجيب على كيف أعرف أني مصاب بفرط نشاط الغدة الدرقية؟

    كيف أعرف أني مصاب بفرط نشاط الغدة الدرقية

    أولًا: ما هو فرط نشاط الغدة الدرقية؟

    الغدة الدرقية هي عضو صغير على شكل فراشة يقع في مقدمة الرقبة، لكن تأثيرها في الجسم ليس صغيرًا أبدًا. عندما تُصبح نشطة بشكل مفرط وتُفرز كميات كبيرة من الهرمونات، تبدأ مجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية بالظهور. فكيف يمكنك التعرف على هذا الخلل؟

    فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) هو حالة يُفرز فيها الجسم كميات زائدة من هرمونات الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تسريع عملية الأيض بشكل مفرط وغير طبيعي.

    ويُعرف هذا النشاط الزائد بأنه اختلال هرموني يؤثر على:

    • الوزن (فقدان سريع رغم تناول الطعام).
    • القلب (زيادة معدل ضربات القلب وخفقان).
    • النفسية (العصبية والتوتر والانفعال السريع).
    • وظائف الجسم الأخرى (اضطرابات الأمعاء، مشاكل النوم، رعشة اليد، اضطرابات الجلد والشعر).

    كيف أعرف أني مصاب بفرط نشاط الغدة الدرقية؟

    1. تسارع ضربات القلب وخفقان مفاجئ

    يشعر المريض بـ:

    • خفقان واضح حتى أثناء الراحة.
    • زيادة معدل النبض فوق الطبيعي.
    • الشعور بضغط على الصدر أحيانًا، خاصةً مع القلق.

    2. فقدان الوزن رغم الشهية المفتوحة

    من أبرز العلامات:

    • زيادة في الشهية بشكل ملحوظ.
    • فقدان الوزن بسرعة دون مبرر واضح.
    • اضطرابات في الأمعاء مثل الإسهال المتكرر أو عدم انتظام القبط.

    3. التعب العام وضعف العضلات

    • الشعور بالتعب رغم قلة المجهود.
    • ضعف في عضلات الذراعين والساقين.
    • الإحساس بالوهن العام وفقدان القدرة على التركيز.

    4. تقلبات المزاج والقلق

    • العصبية المفرطة.
    • أعراض اكتئاب أو توتر دائم.
    • الانفعال السريع حتى من مواقف بسيطة.
    • اضطرابات في النوم وكثرة الاستيقاظ ليلاً.

    5. مشاكل في الجلد والشعر

    • تساقط الشعر بشكل ملحوظ.
    • رقة البشرة وظهور أعراض هشاشة.
    • جفاف الجلد أو زيادة التعرق بشكل مفرط.

    6. أعراض أخرى:

    • رعشة خفيفة في اليدين.
    • الحرارة وعدم تحمل الطقس الحار.
    • ضعف تحمل البرد في بعض الحالات.
    • تضخم في الرقبة أو بروز الغدة نفسها.
    • عدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء.

    أعراض نشاط الغدة الدرقية عند النساء

    تظهر أعراض فرط نشاط الغدة بشكل أوضح لدى النساء، خاصة في مراحل الحمل أو بعد الولادة. من أبرز الأعراض:

    • مشاكل في النوم والأرق.
    • التوتر والعصبية المستمرة.
    • زيادة التعرق وجفاف الجلد.
    • ضعف العضلات ورعشة اليد.
    • فقدان وزن سريع دون سبب واضح.
    • تسارع ضربات القلب وخفقان شديد.
    • بروز في العينين في حالات داء غريفز.
    • دورة شهرية غير منتظمة أو خفيفة جدًا.

    كيف يتم تشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية؟

    عند ملاحظة هذه الأعراض، يجب التوجه إلى الطبيب المختص في طب الغدد أو الأشعة التداخلية، والذي سيطلب:

    1. فحص دم شامل:

    • تحليل TSH (الهرمون المنبه للغدة الدرقية).
    • تحليل T3 و T4 (مستويات الهرمونات في الدم).

    انخفاض TSH وارتفاع T3/T4 يشيران غالبًا إلى فرط نشاط.

    2. فحص تصويري:

    • أشعة صوتية للغدة الدرقية لتحديد حجمها وتكتلاتها إن وجدت.
    • الفحص الإشعاعي باليود المشع لتقييم النشاط الوظيفي للغدة.

    3. تقييم سريري:

    • من خلال متابعة الأعراض، عدد ضربات القلب، الوزن، والتاريخ العائلي.

    كيف أعرف أني أعاني من الغدة الدرقية بدون تحليل؟

    رغم أن الفحوصات المخبرية هي الوسيلة الأدق لتشخيص أمراض الغدة الدرقية، إلا أن هناك علامات مبكرة قد تشير إلى وجود اختلال في وظائفها سواء كان خمولًا أو نشاطًا، ومنها:

    علامات خمول الغدة (قصور):

    • جفاف الجلد وتساقط الشعر.
    • الشعور الدائم بالتعب والنعاس.
    • انتفاخ في الوجه أو حول العين.
    • زيادة في الوزن رغم قلة تناول الطعام.
    • بطء في نبضات القلب أو الشعور بالبرود.

    علامات نشاط الغدة (فرط):

    • فقدان وزن غير مبرر.
    • خفقان القلب وسرعة النبض.
    • التعرق الزائد، خاصة في الراحة.
    • العصبية الزائدة أو تقلبات المزاج.
    • ضعف العضلات والإسهال المتكرر.

    ملاحظة: رغم وضوح الأعراض، فإن تحليل TSH وهرمونات T3/T4 يبقى ضروريًا لتحديد الحالة بدقة.

    هل يمكن الشفاء من نشاط الغدة الدرقية؟

    نعم، يمكن التحكم بـ نشاط الغدة الدرقية والسيطرة على الأعراض في أغلب الحالات. ويعتمد ذلك على السبب ومرحلة التشخيص:

    • العلاج الدوائي: مثل مضادات الغدة الدرقية (كاربيمازول أو ميثيمازول)، والتي تقلل من إنتاج الهرمون.
    • العلاج باليود المشع: يُستخدم لتدمير الخلايا النشطة في الغدة.
    • العلاج بالتردد الحراري أو الأشعة التداخلية: بديل آمن وغير جراحي لعلاج بعض أنواع العقيدات أو حالات فرط النشاط.
    • الاستئصال الجراحي: يُستخدم في حالات خاصة، مثل العقيدات الكبيرة أو داء غريفز غير المستجيب.

    غالبًا ما ينجح العلاج في تقليل الأعراض وتحقيق استقرار طويل الأمد، لكن بعض المرضى يحتاجون إلى متابعة مستمرة.

    هل دائمًا يحتاج فرط النشاط إلى استئصال الغدة؟

    الإجابة: ليس بالضرورة.

    أثبتت الدراسات الحديثة أن معظم الحالات يمكن التعامل معها عبر بدائل أكثر أمانًا وفعالية من الجراحة مثل:

    🌀 العلاج بالتردد الحراري (Radiofrequency Ablation)

    • طريقة غير جراحية تُستخدم لتقليص حجم العقد أو الأورام النشطة بالغدة.
    • يتم تحت التخدير الموضعي باستخدام إبرة دقيقة توجه عبر الموجات الصوتية.
    • لا يحتاج المريض للبقاء في المستشفى.
    • أثبتت فعاليتها في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو لا تناسبها الجراحة.

    🩻 الأشعة التداخلية لعلاج الغدة الدرقية

    • تُساعد في تقليل حجم الغدة أو العقد السامة.
    • تقنية دقيقة وآمنة تستخدم توجيه الأشعة لعلاج مناطق محددة من الغدة.
    • تُناسب الحالات التي تُعاني من أعراض متوسطة إلى شديدة دون رغبة في الجراحة.

    لماذا يُفضل البعض تجنب استئصال الغدة الدرقية؟

    رغم أن استئصال الغدة الدرقية جراحيًا قد يكون ضروريًا في بعض الحالات، إلا أن له مضاعفات محتملة مثل:

    • مخاطر التخدير العام والجراحة.
    • الحاجة لتعويض دائم بهرمون الغدة الدرقية (لبقية الحياة).
    • احتمالية إصابة الأعصاب الصوتية أو الغدد الجار درقية.
    • عدم القدرة على التحكم في مستويات الهرمونات بدقة بعد الجراحة.

    لهذا يُفضل الكثير من المرضى، بتوصية من الطبيب، اللجوء إلى خيارات تداخلية دقيقة مثل التردد الحراري.

    خلاصة: متى يجب زيارة الطبيب؟

    إذا كنت تعاني من واحد أو أكثر من الأعراض التالية:

    • فقدان وزن غير مبرر.
    • ضعف عضلي أو تعب دائم.
    • اضطرابات في النوم أو المزاج.
    • خفقان في القلب أو رعشة في اليدين.
    • مشاكل هضمية أو شعور مفرط بالجوع.

    فلا تنتظر. تشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية مبكرًا يُجنبك الكثير من المضاعفات، ويفتح أمامك الباب لخيارات علاجية دقيقة وفعالة دون جراحة.

    💬 نصيحة أخيرة من د. سمير عبد الغفار:

    “في حالات كثيرة، لا تحتاج الغدة الدرقية إلى الاستئصال الكامل. التردد الحراري والأشعة التداخلية حققوا نتائج مميزة وآمنة بفضل التوجيه الدقيق واستخدام تقنيات متطورة.”

    شارك المقال:

    10

    مايو

    اعراض زيادة نشاط الغدة الدرقية

    إذا كنت تعاني خفقان قلب مفاجئ، فقدان وزن رغم زيادة الشهية، وتعرّقًا دائمًا، فهذه ليست متاعب عابرة؛ قد تكون اعراض زيادة نشاط الغدة الدرقية التي…

    10

    مايو

    علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية

    هل تبحث عن علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية بدون جراحة مؤلمة؟ سواء كانت الأعراض خفيفة أو حادة، إليك دليل شامل يوضح أسباب فرط النشاط وأحدث…

    30

    أبريل

    الغدد الليمفاوية

    تُعد الغدد الليمفاوية (lymph nodes) جزءًا مهمًا من الجهاز اللمفاوي، وهو أحد مكونات جهاز المناعة في الجسم. تنتشر هذه العُقَد الصغيرة في أنحاء مختلفة، مثل…