تشعر أن قلبك ينبض بسرعة أو بنمط غير منتظم؟ تحس بدوخة، تعب مفاجئ، أو ضيق تنفس؟ قد يكون الأمر أبعد من مجرد توتر — إنها أعراض محتملة لحالة تُدعى الرجفان الأذيني. في هذا الدليل تعرف على أسباب الرجفان الأذيني، الأنواع، والمخاطر، وكيفية العلاج المبكر قبل أن يؤثر على الدماغ أو القلب نفسه 🫀

ما هو الرجفان الأذيني؟
الرجفان الأذيني (Atrial Fibrillation – AFib) هو اضطراب كهربائي في الغرف العلوية للقلب (الأذينين)، يُؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب. بدلاً من أن ينبض القلب بطريقة منتظمة ومنظمة، تحدث نبضات كهربائية غير منسقة تجعل الأذينين يرتجفان بدلًا من الانقباض الطبيعي.
يُعد الرجفان الأذيني أكثر اضطرابات النظم القلبية شيوعًا، ويؤثر على أكثر من 33 مليون شخص حول العالم 🌍.
لماذا يحدث الرجفان الأذيني؟
ينشأ الرجفان الأذيني عندما تفشل الإشارات الكهربائية الطبيعية التي تنظم نبض القلب في الوصول بشكل منظم من الأذين إلى البطينين عبر عقدة AV.
نتيجة لذلك، يصبح معدل النبض سريعًا أو غير منتظم، وغالبًا ما يشعر المريض بالخفقان أو تسارع دقات القلب أو حتى توقفها لثوانٍ.
أسباب الرجفان الأذيني الأكثر شيوعًا تشمل:
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- تقدم السن (خاصة بعد سن 60 عامًا).
- ارتفاع ضغط الدم وقصور وظيفة القلب.
- استهلاك الكافيين أو الكحول بشكل مفرط.
- أمراض القلب المزمنة مثل فشل القلب أو أمراض الصمامات.
- العدوى أو مشاكل التنفس مثل متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم.
بعض الحالات تظهر دون سبب واضح، وتُعرف باسم الرجفان الأذيني الانتيابي.
أنواع الرجفان الأذيني 🌀
النوع | المدة والتكرار | الخصائص |
---|---|---|
الانتيابي (Paroxysmal) | نوبات مؤقتة (أقل من 7 أيام) | يعود النبض تلقائيًا للوضع الطبيعي. |
المستمر (Persistent) | يستمر أكثر من 7 أيام | يحتاج إلى تدخل طبي لاستعادة الإيقاع. |
المزمن (Permanent) | يستمر طويلًا دون رجوع | يتم التحكم في المعدل فقط، دون محاولة لإعادة النظم الطبيعي. |
الرجفان الرفرفي (Flutter) | نمط كهربائي منتظم ولكنه سريع | شبيه بالرجفان، ولكن بإشارات كهربية مختلفة. |
📌 يُعد الرجفان الأذيني المزمن الأكثر انتشارًا بين كبار السن.
ما هي أعراض الرجفان الأذيني؟
الرجفان الأذيني قد يمر بلا أعراض عند بعض المرضى، لكن الأكثر شيوعًا أن تظهر واحدة أو أكثر من العلامات التالية:
- الدوخة أو فقدان الوعي
- التعب العام (Fatigue)
- ألم أو ضغط في الصدر
- الشعور بالضعف المفاجئ
- ضيق التنفس عند الراحة أو الجهد
- خفقان القلب أو تسارع نبضات القلب
- نوبات من عدم انتظام النبض تستمر ثوانٍ أو ساعات
في بعض الأحيان، يكون العرض الأول سكتة دماغية ناتجة عن جلطة دموية انتقلت من الأذين للقلب إلى الدماغ بسبب اضطراب النظم 🧠
مخاطر الرجفان الأذيني: لماذا يجب عدم تجاهله؟ ⚠️
- قد يُسبب جلطات دموية تنتقل إلى الرئتين أو الدماغ.
- يزيد خطر السكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 5 أضعاف.
- يرفع احتمال الإصابة بـ قصور القلب أو ضعف وظيفة القلب.
- يؤدي إلى تراجع جودة الحياة، خصوصًا مع الأعراض المتكررة أو المستمرة.
كيف يتم التشخيص؟
يتم التشخيص من خلال:
- تخطيط القلب الكهربائي (ECG)، لتحديد نوع الاضطراب.
- المراقبة المستمرة للنظم باستخدام جهاز Holter لعدة أيام.
- فحوصات الدم لاستبعاد الأسباب الثانوية مثل فرط الغدة الدرقية.
- مخطط صدى القلب (Echo) لفحص وظيفة القلب والصمامات.
- في بعض الحالات، يتم استخدام أجهزة ذكية مثل Apple Watch لمراقبة النبض والتنبيهات المبكرة.
خيارات علاج الرجفان الأذيني

1. استعادة النظم القلبي المنتظم
- العلاج الدوائي (antiarrhythmics): يعيد النبض لوضعه الطبيعي.
- الصدمة الكهربائية (cardioversion): تتم بإشراف طبي مباشر.
2. التحكم في سرعة النبض
- باستخدام حاصرات بيتا أو مثبطات قنوات الكالسيوم.
3. الوقاية من الجلطات
- أدوية مضادة للتجلط (مثل الوارفارين أو مميعات الدم الحديثة).
- يعتمد قرار استخدام العلاج على تقييم خطر الجلطات باستخدام مقياس CHA2DS2-VASc.
4. العلاج التداخلي (الاستئصال بالقسطرة)
- في الحالات المتكررة أو التي لا تستجيب للأدوية.
- يتم إدخال قسطرة إلى القلب عبر الوريد وتطبيق طاقة حرارية أو تبريد لعزل الإشارات الكهربائية غير الطبيعية.
العلاقة بين الرجفان الأذيني والغدة الدرقية
العديد من حالات الرجفان ترتبط بـ فرط نشاط الغدة الدرقية. الزيادة في هرمونات T3 وT4 تؤدي إلى تحفيز نظم القلب وتسارع نبضاته. لذلك، أي مريض يُشخّص بالرجفان يجب أن يجري تحليل وظائف الغدة الدرقية.
في مركز د. سمير عبد الغفار، يمكن علاج فرط الغدة باستخدام الأشعة التداخلية لتقليص العقد النشطة وتقليل خطر الإصابة بـ الرجفان الأذيني.
نمط الحياة والتوصيات الوقائية
- علاج ارتفاع الضغط والكوليسترول.
- تجنب المنبهات العالية كالكافيين والنيكوتين.
- الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
- المتابعة الدورية مع طبيب القلب والغدد الصماء.
الأسئلة الشائعة
هل الرجفان الأذيني خطير؟
نعم، يُعد اضطرابًا كهربائيًا في نظم القلب (arrhythmia) وقد يكون خطيرًا إذا لم يُشخّص ويُعالج في الوقت المناسب.
⚠️ يسبب تغيّر في السوية الكهربائية للقلب ويؤثر على وظيفة الحجرتين العلويتين (الأذينين)، مما يزيد خطر السكتة الدماغية بنسبة 5 أضعاف.
ورغم أن بعض النوبات تستمر أقل من ساعة، إلا أن معظم المرضى يعانون من أعراض جدية مثل الدوخة، ضيق الصدر، والتعب (fatigue).
هل الرجفان الأذيني يسبب الوفاة؟
في بعض الحالات المزمنة أو غير المعالجة، نعم، قد يؤدي الرجفان الأذيني إلى مضاعفات تهدد الحياة مثل:
- في دراسة حديثة، تم ربط الرجفان بارتفاع معدل الوفيات، خاصة بين السكان ممن تجاوزوا 65 عامًا.
- لكن معظم المرضى يمكنهم التعايش بسلام مع الحالة إذا تم التحكم بها مبكرًا عبر العلاج المنظم ومراقبة الأعراض.
- جلطات الدم التي تنتقل إلى الدماغ وتسبب stroke.
- قصور القلب الناتج عن اضطراب النبض وعدم انتظامه (discharge rhythm).
هل يشفى مريض الرجفان الأذيني؟
🟢 الشفاء الكامل ممكن في بعض الحالات، خاصة إذا كان الرجفان من النوع الانتيابي أو نتيجة عوامل مؤقتة مثل استهلاك الكافيين أو التوتر.
لكن في حالات أخرى، خصوصًا الرجفان المزمن، لا يتم الشفاء تمامًا بل يُدار من خلال:
- أو عبر الاستئصال الأذيني بالقسطرة، وهي تقنية فعالة لعلاج اضطرابات النظم الغير منظمة.
- وتُضاف الميزة الحالية لاستخدام أجهزة أبل وأدوات التنبيهات لمراقبة النبض والأكسجين باستمرار، مما يحسّن مؤشر الاستقرار وانخفاض المخاطر.
- أدوية تنظيم النبض والوقاية من الجلطات
الرجفان الأذيني ليس مجرد اضطراب في ضربات القلب، بل قد يكون علامة تحذيرية لمشكلة أكبر. من خلال تشخيص دقيق، علاج مبكر، وتعديل نمط الحياة، يمكن السيطرة على الحالة ومنع مضاعفاتها.