قد تشعر بعض النّساء بالدهشة عند ملاحظة تضخُّم في منطقة الرّقبة بعد الولادة، إذ يحدث هذا نتيجة اضطراب في الغدّة الدرقية قد يبدأ بفرط نشاط أو خمول مفاجئ. هذه الحالة يمكن أن تؤدي لظهور أعراض غير مريحة، وتحتاج المرأة أحيانًا للمتابعة الطبية الفورية. تعرفي معنا على اسباب تضخم الغدة الدرقية بعد الولادة.

أعراض التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة
أثناء فترة الحمل وبعده، قد تظهر أعراض مرتبطة بالتهاب الغدة الدرقية (Thyroid) مثل:
- الشعور بالتعب
- قلّة النّشاط
- ارتفاع الوزن أو فقدانه بشكل غير مبرّر.
- بعض النساء تصاب باكتئاب أو اضطراب في المزاج وصعوبة في التركيز، إضافةً إلى تساقط الشّعر.
يحدث التهابها أحيانًا بسبب أسباب مناعية؛ حيث يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدّرقيّة وينجم عن ذلك ظهور انتفاخ في الرّقبة وألم مؤلم قد تعاني منه المرأة أثناء الرّضاعة وإفراز الحليب.
كما قد تؤدي التغيرات الهرمونية لدى الأم إلى خلل في مستويات الهرمونات التي تفرزها الغُدَّة الدّرقية، ما يتسبب في عدة مشكلات بالتمثيل الغذائي.
اسباب تضخم الغدة الدرقية بعد الولادة
تضخم الغدّة الدرقية من اضطرابات الغدد الصماء الأكثر شيوعًا، وبخاصة لدى الأمهات حديثي الولادة. هناك أسباب عديدة تؤدي إلى تضخُّم الغُدَّة، منها:
- نقص عنصر اليود في الغذاء
- ارتفاع نشاط الجهاز المناعي كما في داء هاشيموتو
- فرط هرمون الغدّة في مرض جريفز (غريفز) والذي يسبب زيادة إنتاج هرمونات الدّرقيّة.
- أيضًا، قد يحدث التضخُّم بسبب التهاب مناعي ذاتي باسم “التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة”، حيث تهاجم الأجسام المضادة والأنسجة اللمفاوية الغدة التّي تكون مصابة أصلًا بمرض من النوع الخفيف أثناء الحمل.
وبشكل عام، يؤدي هذا التضخم إلى خلل في إفراز الهرمون نتيجة إصابة الغدة وزيادة حجمها، وقد تبدأ الأعراض خلال الأشهر الأولى بعد الولادة.
تشخيص التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة
يتم عادة تشخيص هذه الحالة عن طريق:
- تاريخ المريضة المرضي والفحص السريري لمنطقة الرقبة، مع إجراء تحاليل مخبرية لقياس مستوى الهرمون الدرقي (TSH) وهرمونات الدّرقيّة التي تنتجها الغدة.
- في بعض الحالات، يتم استخدام الأشعة التداخلية أو الأشعة التقليدية والموجات فوق الصوتية (Ultrasound) للكشف عن أي كتل أو انتفاخ أو أورام بالغدة، ولتحديد ما إذا كان هناك التهاب حاد أو مزمن.
- قد تُجرى إجراءات أخرى كاختبار الأجسام المضادة (Anti-TPO) التي تهاجم الغدة، أو استخدام اليود المشع لمعرفة نشاط الغدة وكمية الهرمونات التي تفرزها. والسبب في اللجوء لهذه الفحوصات هو التمييز بين داء جريفز والتهاب الغدة المناعي والتهاب الغدة الفيروسي.
كيفية علاج التهاب الغدة الدرقية وتضخمها بعد الولادة
يعتمد علاج تضخم الغدة الدرقية على السبب الكامن وراءه؛
- ففي حال وجود فرط نشاط (بفرط) كما في مرض جريفز أو مرض ينجم عن زيادة نشاطها، قد يوصي الطبيب بالأدوية المضادة للدرقية أو العلاج باليود المشع أو اللجوء للتدخل الجراحي إن لزم الأمر.
- أما إذا كانت الحالة تعاني خمولًا وقصورًا في إفراز الهرمونات، فقد يُوصف بديل هرمون الدّرقيّة (ليفوثيروكسين) لتعويض نقص الهرمون.
- أحيانًا، يُعد الراحة والمتابعة المنتظمة كافيَيْن إذا كان السبب التهابًا عابرًا بعد الولادة. كما يُنصح بتناول كميات كافية من عنصر اليود في الغذاء لضمان توازن مستويات الهرمون، مع مراقبة نشاط الغدة عبر تحاليل دورية.
بشكل عام، يُساعد التشخيص المبكر وإجراءات العلاج المناسبة على تقليل المضاعفات، والحد من اضطرابات عملية التمثيل الغذائي لدى الأم وطفلها.
الأسئلة الشائعة
ما الذي يسبب تضخم الغدة الدرقية؟
قد ينجم تضخم الغدة الدرقية عن نقص اليود، أو أمراض مناعيّة ذاتية مثل هاشيموتو أو جريفز، أو التهاب فيروسي أو عدوى، أو خلل في الإفراز الهرموني نتيجة اضطرابات النخامية أو اضطرابات أخرى بالغدة.
هل الولادة تؤثر على الغدة الدرقية؟
نعم، التغيرات الهرمونية أثناء وبعد الحمل قد تؤثر على الغدة الدرقية، خاصة لدى الأمهات اللاتي لديهن تاريخ بمرض السكري أو غيره من أمراض المناعة الذاتية، ما قد يؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالتهاب أو تضخم.
هل تعود الغدة الدرقية لحجمها الطبيعي؟
في العديد من الحالات، تعود الغدة لحجمها الطبيعي بمجرد زوال السبب الأساسي، مثل انحسار الالتهاب أو توازن مستويات هرمونات الجسم. ومع ذلك، قد تتطلب بعض الحالات علاجًا طويل الأمد.
متى تنتظم الغدة بعد الولادة؟
غالبًا ما تبدأ الغدة بالانتظام خلال عدة أشهر بعد الولادة، ولكن المدة قد تختلف وفقًا لنوع الالتهاب وشدته، ومدى الاستجابة للعلاج والأدوية التي يتم تناولها.