تُعتبر العلاجات النووية أحد التطورات المهمة في مجال الطب، ومن أبرزها العلاج بـ اليود المشع، الذي يستخدم بشكل أساسي في علاج اضطرابات الغدة الدرقية، مثل فرط النشاط، وتضخم الغدة، وأيضًا بعض أنواع سرطان الغدة الدرقية.
لكن هل هذا العلاج آمن؟ وما تأثيره على المرضى والمحيطين بهم؟
في هذا المقال، سنشرح لك كيف يعمل اليود المشع، ومدى فعاليته، والاحتياطات التي يجب اتباعها بعد العلاج.
ما هو اليود المشع؟
اليود المشع هو نظير مشع من عنصر اليود يتم استخدامه في الطب لعلاج اضطرابات الغدة الدرقية. يُعرف أيضًا باسم Radioactive Iodine Therapy (RIT)، حيث يتم إعطاؤه للمريض عبر الفم على شكل كبسولة أو سائل.
بمجرد دخوله الجسم، يتم امتصاصه بواسطة خلايا الغدة الدرقية، ما يساعد على تدمير الأنسجة المريضة دون التأثير على باقي أعضاء الجسم.
هذا العلاج يُستخدم في عدة أشكال، سواء لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية أو للقضاء على خلايا سرطان الغدة الدرقية بعد الجراحة.
كيف يتم العلاج باليود المشع؟
عندما يقرر الطبيب استخدام العلاج باليود المشع، يحدد الجرعة المناسبة بناءً على حالة المريض. يتم تناول الجرعة عن طريق الفم، وبعدها يتم امتصاص اليود المشع في الغدة الدرقية، حيث يبدأ في قتل الخلايا النشطة أو السرطانية. العلاج قد يستغرق أيامًا أو أسابيع حتى تظهر نتائجه بالكامل.
خطوات العلاج:
- العزل لمدة معينة لتجنب تعريض الآخرين للإشعاع.
- إجراء اختبارات الدم لقياس مستوى هرمونات الغدة الدرقية.
- تلقي جرعة اليود في المستشفى أو تحت إشراف الطبيب.
- التوقف عن تناول الأطعمة الغنية باليود مثل الملح المعالج باليود قبل العلاج.
اليود المشع والغدة الدرقية
تعتبر الغدة الدرقية العضو الأساسي في امتصاص اليود المُشع، حيث يقوم هذا العلاج بتدمير الخلايا المريضة التي تسبب فرط نشاط الغدة الدرقية أو سرطان الغدة الدرقية. بينما يتم امتصاص أغلب الجرعة في الغدة، فإن الجسم يطرح الباقي من خلال اللعاب، البول، والعرق. لهذا السبب، يجب على المرضى اتباع إجراءات العزل لمنع انتقال الإشعاع للآخرين.
مدة العزل بعد اليود المشع
بعد تلقي جرعة اليود المشع، يجب على المريض الابتعاد عن الأشخاص الآخرين لفترة محددة، عادةً من 3 إلى 7 أيام، بناءً على قوة الجرعة. الهدف من ذلك هو تقليل خطر التعرض للإشعاع على المحيطين به، خاصة الأطفال والنساء الحوامل.
إجراءات العزل تشمل:
- النوم في غرفة منفصلة.
- استخدام أدوات شخصية للطعام والشرب.
- غسل الملابس وأدوات الأكل بشكل منفصل.
- تجنب الاتصال القريب مع الآخرين، خاصةً الأطفال.
أضرار اليود المشع على المحيطين
بالرغم من أن العلاج باليود المشع فعال، إلا أنه يحمل بعض المخاطر، خاصةً على الأشخاص المحيطين بالمريض. لذلك، يُنصح باتباع إجراءات الأمان لتقليل التأثيرات المحتملة، مثل:
- تجنب التلامس المباشر لفترات طويلة.
- تجنب مشاركة الأغراض الشخصية مع الآخرين.
- الحرص على النظافة الشخصية، خاصة غسل اليدين جيدًا.
في حالات نادرة، قد يعاني المريض من جفاف الفم، التهاب الغدد اللعابية، أو تغير مؤقت في حاسة التذوق بعد العلاج.
الأسئلة الشائعة
1. هل اليود المشع مؤلم؟
لا، العلاج باليود المشع غير مؤلم، حيث يتم تناوله عبر الفم دون الحاجة إلى إبر أو عمليات جراحية.
2. هل اليود المشع يسبب السرطان؟
لا يوجد دليل قاطع على أن العلاج باليود المشع يسبب السرطان، ولكنه يُستخدم لعلاج سرطان الغدة الدرقية في بعض الحالات.
3. هل اليود المشع علاج كيماوي؟
لا، العلاج باليود المشع ليس علاجًا كيماويًا، ولكنه علاج نووي انتقائي يستهدف فقط خلايا الغدة الدرقية دون التأثير على باقي أعضاء الجسم.
وأخيرا، يُعد العلاج باليود المشع من أكثر العلاجات فعالية في علاج الغدة الدرقية، سواء في حالات فرط النشاط أو سرطان الغدة الدرقية. على الرغم من أنه علاج آمن في معظم الحالات، إلا أنه يتطلب احتياطات خاصة لضمان سلامة المريض والمحيطين به.
إذا كنت تفكر في تلقي جرعة اليُود المشع، فمن الأفضل استشارة الطبيب المختص مثل د. سمير عبد الغفار للحصول على التوجيه الصحيح.
