سرطان الغدة الدرقية هو أحد السرطانات التي تصيب الغدد الصماء، وينشأ عادةً في الخلايا المسؤولة عن إفراز الهرمونات. يعد الورم الحليمي الأكثر شيوعًا بين أنواع سرطان الغدة الدرقية، ويمكن اكتشافه في وقت مبكر بفضل الفحص الطبي المنتظم.

ما هو سرطان الغدة الدرقية؟
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع أسفل تفاحة آدم في مقدمة الرقبة، وتنتج هرمونات تتحكم في معدل التمثيل الغذائي ونشاط الجسم. يحدث سرطان الغدة الدرقية عندما تتغير الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية تنمو بشكل غير طبيعي داخل أنسجة الغدة، ما قد يؤدي إلى ظهور ورم أو تضخم في العنق.
اعراض سرطان الغدة الدرقية
يمكن أن يكون المرض بلا أعراض في مراحله المبكرة، ولكن مع تقدم الورم، قد تظهر بعض الأعراض مثل:
- تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- ألم في منطقة العنق وقد يمتد إلى الأذنين.
- بحة الصوت أو تغيرات في الصوت غير مبررة.
- صعوبة البلع أو الشعور بشيء عالق في الحلق.
- وجود كتلة في الرقبة يمكن ملاحظتها عند الفحص.
- مشاكل في التنفس خاصة عند نمو الورم وضغطه على القصبة الهوائية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني بعض المرضى من أعراض الغدة الدرقية مثل خفقان القلب وزيادة الوزن أو التوتر العصبي، خاصة في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية.
أسباب وعوامل خطر سرطان الغدة الدرقية
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة غير معروفة، إلا أن هناك عدة عوامل قد تزيد من نسبة حدوث المرض، منها:
- حالات الغدة الدرقية الأخرى: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو داء جريفز.
- العمر والجنس: حيث يعد المرض أكثر شيوعًا بين النساء وفوق سن الأربعين.
- التعرض للإشعاع: سواء من خلال العلاج الإشعاعي أو التعرض لإشعاعات بيئية.
- نقص اليود: حيث يؤثر نقصه على صحة الخلايا الدرقية وقد يزيد من خطر الإصابة.
- العوامل الوراثية: حيث تساهم الطفرات الجينية مثل طفرة RET في تطور سرطان الغدة الدرقية النخاعي.
تشخيص سرطان الغدة الدرقية
يعتمد تشخيص سرطان الغدة الدرقية على عدة طرق، أبرزها:
- الفحص السريري: للتحقق من وجود عقدة درقية أو تضخم في الرقبة.
- الموجات فوق الصوتية: لتحديد حجم الورم وما إذا كان حميدًا أو خبيثًا.
- خزعة دقيقة بالإبرة: يتم فيها أخذ عينة من الخلايا الدرقية وفحصها تحت المجهر.
- تحليل الدم: لقياس مستويات الهرمونات الدرقية والكشف عن وجود اضطرابات في نشاط الغدة الدرقية.
- الفحص بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي في حال الاشتباه بانتشار المرض إلى العقد الليمفاوية أو أجزاء أخرى من الجسم.
طرق علاج سرطان الغدة الدرقية
يعتمد علاج سرطان الغدة الدرقية على نوع الورم ومدى انتشاره، وتشمل العلاجات المتاحة:
1) العلاج الجراحي: يعد الخيار الأكثر شيوعًا، حيث يتم إزالة جزء من الغدة أو استئصالها بالكامل مع العقد الليمفاوية المصابة إن وجدت.
2) العلاج باليود المشع: يستخدم في معظم حالات سرطان الغدة الدرقية المتمايزة، حيث يعمل على تدمير الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة.
3) العلاج الإشعاعي الخارجي: يستخدم في الحالات المتقدمة أو عندما يكون الورم خبيثًا وينتشر إلى الأنسجة المحيطة.
4) العلاج الهرموني: بعد استئصال الغدة الدرقية، يحتاج المريض إلى تناول الهرمونات الدرقية لمنع نمو أي خلايا سرطانية متبقية.
5) العلاج الموجه والعلاج المناعي: يستخدم في الحالات النادرة من سرطان الغدة الدرقية النخاعي أو السرطانات المقاومة للعلاج التقليدي.
متى يجب استشارة الطبيب؟
ينبغي استشارة الطبيب فورًا عند ملاحظة:
- تورم غير مبرر في الغدد الليمفاوية.
- بحة الصوت أو صعوبة البلع المستمرة.
- ظهور كتلة في الرقبة لا تختفي بمرور الوقت.
- مشاكل التنفس أو الشعور بضغط على القصبة الهوائية.
يعد الاكتشاف المبكر لسرطان الغدة الدرقية عاملًا رئيسيًا في زيادة نسبة الشفاء وتحسين فرص العلاج.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن الشفاء من سرطان الغدة الدرقية؟
نعم، يمكن الشفاء من سرطان الغدة الدرقية، خاصة في معظم الحالات التي يتم اكتشافها في وقت مبكر. النوع الحليمي هو الأكثر شيوعًا، ويمثل نسبة ممتازة من حالات الشفاء بعد العلاج الجراحي أو العلاجات الأخرى مثل اليود المشع. يعتمد الشفاء على حجم الورم، ومدى انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم.
هل يعتبر سرطان الغدة الدرقية خطير أم لا؟
يعتمد ذلك على النوع المصاب به الشخص، فبينما يعتبر النوع الحليمي والفوليكولار أقل خطورة وقابلاً للعلاج، فإن النوع الكشمي يعد نادرًا وأكثر شراسة. مع ذلك، معظم المصابين بالسرطان في الغدة الدرقية يمكنهم التعافي، خاصة عند اكتشافه مبكرًا وبدء العلاج المناسب.
هل سرطان الغدة الدرقية سريع الانتشار؟
لا، في معظم الحالات لا يعتبر سرطان الغدة الدرقية سريع الانتشار، بل ينمو ببطء، خاصة الأنواع المتمايزة مثل الحليمية والفوليكولار. لكن النوع الكشمي يمكن أن ينتشر بسرعة كبيرة إلى أنسجة الحلق، العقد الليمفاوية، والرئتين، مما يجعله أكثر خطورة.
كيف تعرف أنك مصاب بسرطان الغدة الدرقية؟
يمكن أن يكون بلا أعراض في البداية، لكن بعض العلامات الرئيسية تشمل:
- عقدة صلبة في الرقبة تنمو ببطء.
- ملاحظة تضخم في الغدد الليمفاوية.
- مشاكل في التنفس عند تقدم المرض.
- تغيرات في الجلد أو ظهور كتل غير طبيعية.
إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، ينبغي استشارة الطبيب فورًا لإجراء الخزعة الدقيقة والفحوصات اللازمة مثل الموجات فوق الصوتية وتحليل الدم لتشخيص الحالة بدقة.
وأخيرا، سرطان الغدة الدرقية هو أحد السرطانات النادرة لكنه يمكن تشخيصه وعلاجه بفعالية، خاصة إذا تم اكتشافه في المرحلة المبكرة. من المهم إجراء الفحوصات الدورية ومتابعة أي تغيرات في الغدة الدرقية، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ وراثي أو عوامل خطر. العلاج متاح بطرق متعددة مثل الجراحة، اليود المشع، والعلاج الهرموني، ومعظم المرضى يحققون نسبة شفاء ممتازة.
إذا كنت تعاني من أعراض غير طبيعية في الرقبة أو تشعر بـ القلق النفسي حول حالة الإصابة، لا تتردد في زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.